الخميس، 1 أبريل 2010

التلميذ والطريق المسدود

قال ارسطو: كل أزهار الغد متواجدة في بذور اليوم وكل نتائج الغد متواجدة في أفكار اليوم. ومن هنا احكي لكم قصة أحد تلاميذ الحكيم الصيني زينو الذي كان له نظرة سلبية جدا فهلمو معي لمعرفة القصة: كان احد تلاميذ الحكيم زينو دائم الشكوى من كل شيء ومن أي شيء، وفي أي وقت حتى ابتعد عنه الناس واصبح وحيدا فشكا أمره لزينو وقال له ان الناس يغارون منه ويحقدون عليه وهنا طلب الحكيم من الشاب أن يسير معه وبالفعل سارا معا حتى وصلوا الى طريق مظلم، فطلب زينو من الشاب أن يسلك هذا الطريق بمفرده وأنه سيقابله من الناحية الاخرى، وتعجب الشاب وسأل الحكيم لماذا اسلك هذا الطريق المظلم وأترك الطريق الاخرى التي بها نور يساعدني على الوصول الى المكان الذي أريده؟

ولم يرد الحكيم الصيني على سؤال الشاب بل كرر نفس الجملة التي قالها من قبل "سر في هذا الطريق وسأقابلك في الناحية الاخرى ثم ترك الشاب بمفرده! فبدا الشاب في السير في الطريق وقد كان فعلا مظلما لايستطيع أن يرى أي شيء على الاطلاق حتى يديه أو اين يضع قدميه وكان يكلم نفسه ويسأْل: لماذا طلب مني الحكيم أن اسلك هذا الطريق؟ هل هذا امتحان أم أن الرجل كبر في السن وأصبح لا يعرف مايقول؟

واثناء ما كان يفكر ويكلم نفسه اصطدم بقوة في حائط صدمة قوية جعلته يصرخ من الالم وأيضا من الغضب، فابتعد عن هذا المكان واتجه الى مكان اخر ولكنه لم يكن يعرف اي اتجاه يسلك لكي يخرج من هذا المكان، ولم يعرف من أين اتى وأصبح في حيرة من أمره ولكن سار في الاتجاه المعاكس وهو يشعر بالغضب الشديد تجاه ذلك الحكيم ويفكر في كل السلبيات الممكنة حتى اصطدم وجهه في حائط اخر فصرخ من الصدمة وبدأ يسب الحكيم ويلومه على مافعل به وسلك طريقا اخر وهو يكلم نفسه كلاما سلبيا ويسبب الرجل الصيني ويلومه وايضا يلوم نفسه على انه سمع كلام هذا المعتوه، فسقط في حفرة عميقة فصرخ من المفاجاة والالم وبغضب شديد راح يسب الرجل الحكيم باسوأ الاسماء وحاول ان يخرج نفسه من الحفرة فلم يستطيع فبكى من وضعه وجلس في مكانه وشعر بالضياع والخوف حتى اغمي عليه من شدة الصدمة.

وعندما أفاق من الصدمة بدأ يصرخ بأعلى صوته طالبا النجدة من الذي سيسمعه وهو في هذا المكان ففقد الامل وظل في مكانه، وبعد فترة من الزمان وجد ضوء شمعة يأتي من بعيد وصرخ بكل قوته ليطلب النجدة وجاء الشخص امامه وكان الحكيم زينو شخصيا وساعد الشاب على الخروج من الحفرة وصحبه الى خارج الطريق وهناك أوقف الشاب الحكيم وساله "اريد ان أعرف لماذا فعلت بي ذلك" ولم يرد الحكيم فكرر الشاب السؤال وهو غاضب، فرد زينو بسؤال الشاب: مالذي تعلمته من تجربتك؟ فرد الشاب بغضب وقال "انه لا يجب علي ان اسمع كلام أحد أو اثق باحد بعد اليوم" فمشى زينو ولم يرد على الشاب، وهنا وقف الشاب أمام الحكيم وقال "أعرف ان هناك درسا لما حدث وارجو أن تعذرني لانني عانيت كثيرا جدا في هذا الطريق فارجو منك ان تعلمني وتنصحني"

وهنا قال زينو هذا هو ماتعلمت ايها الشاب وهذا هو الدرس، أن اسلوبك الاخير هو السبب الذي جعلني ارد عليك لانه كان اسلوب مهذب وايجابي وله هدف تستفيد منه أما عن الطريق المظلم الذي طلبت منك أن تسلكه فهو يمثل أفكارك السلبية والحائط الذي اصطدمت لبس الا نتيجة افكارك السلبية، والحفرة التي وقعت فيها كانت هي الاخرى نتيجة افكارك السلبية فاقترب الحكيم من الشاب ونظر في عينيه وقال: هذا هو التفكير السلبي ايها الشاب يجعل الانسان لا يرى الطرق المضيئة بل يجعله يسلك الطرق المظلمة التي لا يجد فيها مخرجا يصطدم بكل مايؤلمه ويجعله يشعر بالضياع والفشل والالم والغضب وكل شيء سلبي ينجذب اليه من نفس نوع افكاره لذلك اذا اردت فعلا أن تكون حكيما يجب ان تعرف ان في داخلك يعيش الد اعدائك وهي افكارك السلبية، عندما تعرف كيف تتحكم فيها ستجدها تعمل لصالحك تماما مثل الحصان الشارد الذي يستطيع ان يقتلك بخبطة واحدة ولكنك لو علمته يصبح صديقا نافعا. وتذكر ان افكارك من صنعك انت لن يستطيع اي انسان على وجه الارض ان يغيرها لك، ولكنك أنت الوحيد الذي يستطيع ان تغيرها وتجعلها تخدمك وتساعدك على الاتزان والسعادة ."

قوة التفكير

قوة التفكير الايجابي




سوف أسألك سؤال غريب بعض الشيء ألان، ولكن قبل هذا أريدك أن تسمع ما يدور في خاطرك وعقلك من أفكار. والآن اجب، ما هي الأفكار التي تشغل الحيز الأكبر من تفكيرك؟ هل تستطيع أن تحدد ما هي وهل هي ايجابية أم سلبية.



لنفرض نقول بأنك تسير في الطريق بهذه الأفكار مهما كان نوعها، هل يستطيع أي شخص تقابله أن يقول لك ما هي الأفكار تلك التي تدور في عقلك؟



للإجابة على السؤال الأول هو تعتمد في المقام الأول عليك. ولكن للإجابة على السؤال الثاني لا يحتاج إلى أي تعليق او اجابة.



مع المعلوم أن الأشخاص الذين تقابلهم لا يستطيعون أن يقرؤوا أفكارك، ولكن لديهم إلمام بسيط عن الحالة التي تعيش فيها.



إليك سؤال أخر، عندما تكون في اجتماع عائلي أو رسمي أو حتى مع أصدقائك، هل جميعهم يكونون في حالة سكوت عند سماعهم خبر سيء؟ أو يفرحون عندما يسمعون خبر مفرح؟
للإجابة على كل هذه التساؤلات تعتمد على حالة التفكير لديك.



حالة العقل ووضعه فيه شيء كثير فهي التي تتحكم وتأثر على السلوك بصفة عامة. والسلوك بحد ذاته يؤثر على المظهر الذي يشاهده الناس حولك، إلا إذا كنت ممثل كبير، وهذا لا يتوقف هنا فقط بل قد يؤثر على الناس حولك أيضا.



نوعية السلوك الذي تظهر به يعتمد عليك وحدك فقط ويمكن أن يكون أما ايجابيا أو سلبيا.
السلوك الايجابي فيه الأشياء الكثيرة الحسنة، والأشخاص الذين يحملون معهم هذا السلوك تجدهم محاطون بأناس يمكنهم من تقديم أفضل ما لديهم.



والسلوك السلبي من جهة أخرى، يخلق الكثير من الشعور بالمؤاسي والإحزان للشخص والناس المحيطين به.



السلوك الايجابي يحبب الناس إلى صاحبه والسلوك السلبي ينفر الناس منه.



يمكننا تعريف السلوك من خلال نظرتك إلى العالم حولك. إذا أردت أن تركز على السلوك السلبي حولك، سوف تحمله بداخلك وتأثر بمحيطك بهذا السلوك السلبي بالقليل منه أو الكثير. وإذا أردت أن تركز على السلوك الايجابي سوف تحمله في نفسك وللآخرين والأشياء المحيطة بك.



سوف تكسب أشياء كثيرة عندما تفكر بالإيجاب وسلوك ايجابي. مثلا من هذه الأشياء أن التفكير الايجابي يساعد صاحبه أن يكون في صحة جيدة. كذلك أصحاب هذا التفكير والسلوك الايجابي لديهم أصدقاء أكثر، ويمكنهم أيضا من إيجاد الحلول لمشاكلهم والضغط النفسي أقل من أصحاب التفكير والسلوك السلبي.



السلوك الايجابي يبدأ من المظهر الخارجي للشخص. عندما تحب المظهر الذي أنت عليه، وتشعر بالثقة من داخلك، كل هذا يؤثر على من حولك تأثيرا ايجابيا أيضا.



والسلوك السلبي في الطرف الأخر يعطي النتائج العكسية وتحس ان صاحبه تعيس وحزين وهذا بالتالي يؤثر على من حوله أيضا ويضعهم في نفس الشعور المحزن.



إذا أردت ان يكون لديك سلوك ايجابي، عليك ان تفكر بطريقة ايجابية وجيدة وسليمة. هذا السلوك الايجابي من الصعوبة بمكان ان يتوفر في حالة الأوضاع التي حولنا من اخبار حزينة تأتي لنا من خلال وسائل الأعلام المختلفة والتي تصب بغزارة في خانة التفكير السلبي في الوقت الراهن. إحصائية وجدت ان 14 من الأفعال والكلام عند أي عائلة، لديها واحدة فقط ايجابية والباقي سلبي. هذه نقطة مهمة لنا ان نتعلم كيف نزرع في أنفسنا وأولادنا ومن حولنا التفكير الايجابي.



إذا أردت ان يكون مظهرك صحي في الحياة، عليك بالأفكار السعيدة والجيدة، وعليك سماع الاخبار السعيدة ايضا. ماذا يجب عليك فعله للحصول على ذلك؟ للمبتدئين في الحصول على التفكير الايجابي ان يشاهدوا الافلام او المسرحيات الفكاهية، او ان تلعب مع اولادك، حاول ان تحفظ بعض الطرائف والنكات لتقولها لمن حولك. فكر بأن هذا سوف يعود عليك وعليك انت فقط بالنفع الكبير. الشيء المهم هو تعود نفسك على كيفية ان تكون صاحب تفكير وسلوك ايجابي.
نحن نعلم ان هناك ما يدفعنا الى التفكير السلبي من احداث ومشاكل، المهم ان تحاول ان تبتعد عنها بقدر المستطاع. فكر بالاشياء الايجابية في الحياة فقط. هذا التفكير الايجابي سوف يدفع لمن هم حولك الى التفكير بطريقة صحيحة. غالبا عندما نشاهد صديقا حزين نحاول ان نقدم له النصح والمساعدة ولكن في اكثر الاحيان يريد فقط من يقف بجانبه في الازمة وعندما يريد ان يبوح او ان يتكلم يريد شخص ان يستمع اليه. إذا كنت هذا الشخص الذي يقف بجانب زميل له حاول ان ترفع من معنوياته حتى لو كان هذا بدون نطق أي كلمة.



إذا كان السلوك والتفكير الايجابي يشعرك بالسعادة ويؤثر على الاشخاص تأثيرا عظيما، لماذا يلجئون الى التفكير والسلوك السلبي؟ الشخص الذي يحمل السلوك السلبي ربما يريد ان يرسل رسالة للتنبيه. الكلمات مثل، لا تفهمني غلط، واشعر بالحزن، وانا غاضب، واشعر بالاحباط ... كلها كلمات ليست سيئة ولكن التعمق بها هو السيء بحد ذاته وليس صحي ايضا ... هناك وقت للبكاء والحزن.



كما في كل وقت، عندما تواجهك أي مشاكل وفي احلك الظروف عليك دائما التركيز في التفكير بالايجابي، تذكر ان الله معاك حتى في الظروف الصعبة فما أن تضيق الا وتفرج إن شاء الله، وان هذه هي الدنيا هكذا ليست كل ايامها حلوة ولا كل ايامها سيئة، وأن هناك دائما أمل، وأن هذه المشاكل يمكن ان تحلها وإنها لن تدوم.



ليس هناك ما سوف تخسره عندما تتبني طريقة التفكير والسلوك الايجابي الصحيحة.



حاول هذا ولو ليوم واحد فقط وسوف ترى الفرق.